Saturday, May 02, 2015
مدينة دبي الطبية ترسخ مكانتها الرائدة باعتبارها الوجهة الأولى إقليمياً للسياحة العلاجية
دبي - الأحد، 3 مايو 2015:
كشفت مدينة دبي الطبية، أكبر منطقة حرة متخصصة بالرعاية الصحية في العالم، اليوم عن إنجاز طبي آخر يضاف إلى سجلّها الحافل بالإنجازات بعد نجاح أخصائييها بإعادة تأهيل شابة أردنية كانت تعاني من بتر ثنائي للأطراف السفلية. ويأتي هذا الإعلان على هامش مشاركتها في ملتقى سوق السفر العربي 2015، الحدث الأبرز في المنطقة لقطاع السفر والسياحة والذي تقام فعالياته من الرابع وحتى السابع من مايو الجاري، ليؤكد من جديد على مكانة مدينة دبي الطبية المتميزة والرائدة باعتبارها الوجهة الأولى للسياحة العلاجية على مستوى المنطقة.
ويمثل السيّاح القادمون إلى مدينة دبي الطبية لغايات العلاج ما نسبته 15 في المئة تقريباً من إجمالي عدد المرضى والمراجعين الذين قدموا للمدينة في العام 2014، والبالغ عددهم 1.2 مليون مريض ومراجع. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مدينة دبي الطبية والمتعلقة بالسياحة العلاجية، فإن الغالبية العظمى من المرضى والمراجعين يأتون من دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، وتتصدر علاجات العقم والتجميل والأسنان والقلب وجراحة العظام قائمة العلاجات الأكثر طلباً.
وتمثّل حالة الشابة الأردنية سها بشايرة، التي كانت تعاني منذ يونيو 2007 من بتر ثنائي في الأطراف السفلية إثر حادث سير وقع لها، قصة نجاحٍ أخرى في مجال السياحة العلاجية في مدينة دبي الطبية، حيث تمت معالجة حالتها على عدة فترات خلال السنوات الست الماضية من قبل فريقٍ متعدد التخصصات من أخصائيي الرعاية الصحية، وبدعم من الجهات المانحة.
وبدأت رحلة سها العلاجية عندما قامت في شهر مايو من العام 2009 بزيارة إلى مركز "ليمبتك الألمانية" لتكنولوجيا الأطراف الصناعية الذي يتخذ من مدينة دبي الطبية مقراً له، لتخضع إلى عملية إعادة تأهيل للأطراف الاصطناعية، ومن ثم توالت زياراتها خلال الأعوام 2010 و2014 و2015. وفي شهر أبريل من العام الجاري، اختتمت سها التي أتت برفقة والدها السيد يوسف بشايرة برنامج إعادة تأهيل تم تنفيذه على مدى ثلاثة أسابيع وشمل وضع تجاويف وبطانات جديدة للأطراف الاصطناعية، وجلسات علاج طبيعي وتدريبات على المشي والتوازن. وها قد عادت الأسرة إلى موطنها، الأردن، وباتت سها تتمتع بحياة طبيعية وأكثر استقلالية. يشار هنا إلى أنه قد تم تمويل برنامج إعادة التأهيل هذا عبر أموال تم جمعها من خلال "سباق الإمارات السبع" وبشراكة مع مؤسسة الجليلة.
وبهذا الصدد، قالت الدكتورة فاطمة آل شرف، مدير أول إدارة العمليات وتطوير الشركاء، والمشرفة على استراتيجية الترويج للسياحة العلاجية في مدينة دبي الطبية: "تذكرنا حالة الشابة سها بأهمية التخصصات الطبية الفرعية مثل إعادة تأهيل الأطراف الاصطناعية ومدى تأثيرها في حياة الإنسان. ويعتبر توافر الأجهزة الطبية المتطورة جزءاً لا يتجزأ من عملية تحسين نوعية حياة المريض. ونحن، في مدينة دبي الطبية، ملتزمون بزيادة فرص حصول جميع المرضى والمراجعين على خدمات طبية متميزة تقدمها أفضل الخبرات العالمية".
وقد عبّر السيد يوسف بشايرة عن مدى صعوبة الموقف عندما شاهد ابنته بعد وقوع الحادث، قائلاً: " لقد كنت قلقاً حول مستقبلها بعد فقدانها القدرة على المشي، في الحين الذي كانت تخطط بأن تصبح طبيبة العائلة. وآلمني جداً أن أراها تنمو وتكبر وأنها كانت مجبرة على السير على أطرافها والآن ولله الحمد برفقة ساقين اصطناعيين. وأنا ممتن جداً لجميع الجهات التي ساهمت في إعادة البسمة لطفلتي التي فقدت أطرافها قبل بلوغها عشرة أعوام من العمر".
وبالنظر إلى الدخل المتواضع للأسرة المكونة من تسعة أطفال، ومحدودية فرص الحصول على الخبرات الطبية اللازمة للتعامل مع حالتها، فقد أعاد الدعم المالي المقدم من قبل فريق "سباق الإمارات السبع" ومؤسسة الجليلة الأمل لسها وأسرتها، حيث يعنى فريق "سباق الإمارات السبع" ومؤسسة الجليلة بجمع الأموال اللازمة لمساعدة الأطفال من ذوي التحديات على الوقوف على أقدامهم من جديد.
وبصورة أشمل، توضح حالة الشابة سها بشايرة مدى الحاجة الملّحة لاستبدال الأطراف الاصطناعية خلال فترات النمو الذي تشهده بنية جسم الأطفال على مر الأعوام، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكلفة الساق الاصطناعية في حد ذاتها يمكن أن تبلغ 80 ألف درهم كحد أدنى وبحسب نوعيتها. وتشير التقديرات إلى أن الفئة العمرية من 12 إلى 21 عاماً، تحتاج أطرافاً اصطناعية جديدة مرة واحدة كل ثلاث إلى أربع سنوات وما يرافقها من تدريبات لإعادة تعلم المهارات اللازمة لتحقيق أعلى مستوى وظيفي ممكن لهذه الأطراف.
وقال ويندلين لوكسن، المدير التنفيذي لمركز "ليمبتك الألمانية" لتكنولوجيا الأطراف الصناعية، ومدير قسم رعاية المرضى في المركز، ومؤسس "سباق الإمارات السبع": "يحتاج الأطفال من الفئة العمرية التي تنتمي إليها سها إلى الخضوع لفحوصات جديدة بعد فترة ستة إلى ثمانية أشهر نظراً لكونهم يتمتعون بمستويات عالية جداً من النمو البدني في هذه المرحلة، وبالتالي تصبح تجربة المشي بالأطراف الاصطناعية أكثر صعوبة عندما يكبرون. ونأمل أن تمثل قصة سها مصدر إلهام لحشد المزيد من الدعم للأفراد الذين يعانون من تشوهات الأطراف".
تعليق الصورة: قصة نجاح جديدة تسجلها مدينة دبي الطبية في مجال السياحة العلاجية: سها بشايرة، التي أصيبت ببتر ثنائي للأطراف السفلية بعد حادث سير وقع لها في يونيو 2007، تخضع لعملية إعادة تأهيل ناجحة في مركز "ليمبتك الألمانية" لتكنولوجيا الأطراف الصناعية الذي يتخذ من المدينة مقراً له. من اليسار: ويندلين لوكسن، المدير التنفيذي لمركز "ليمبتك الألمانية" لتكنولوجيا الأطراف الصناعية، ومدير قسم رعاية المرضى في المركز، بجانبه سها ووالدها يوسف.